كتب المنشاوي الورداني
احتفلت الأوساط السياحية في مصر وإسبانيا بذكرى وزير السياحة الأشهر د. ممدوح البلتاجي و البلتاجي لمن لا يعرف هو صاحب أشهر مصطلحات يستخدمها الكثيرون من رجال الإعلام والاقتصاد، إن البلتاجى هو صاحبها مثل “السياحة قاطرة التنمية الاقتصادية فى مصر” ، و”السياحة المصرية تمرض لكنها لن تموت”، ليترك بصماته للأجيال القادمة، فستظل كلماته محفورة فى تاريخ القطاع السياحى، فلا يمكن لأحد أن ينكر دوره فى الفترة التى تولى فيها البلتاجى مسئولية حقيبة وزارة السياحة عام 1993 حتى عام 2004، والنجاحات التى حققتها السياحة فى عهده رغم الأزمات التى واجهته فى تلك الفترة .
إن من حق البلتاجى علينا وعلى كل منصف أن نقول له، إن السياحة المصرية قد حققت فى عهده طفرة كبيرة بلغت 7 ملايين سائح عام 2004، وكان الرقم فى بداية عهد البلتاجى نحو2,5 مليون سائح كما كانت الطاقة الفندقية نحو58 ألف غرفة ارتفعت عام 2004 إلى نحو 142 ألف غرفة.
”السياحة المصرية قاطرة التنمية الاقتصادية”، كما كان يحلو للبلتاجى أن يتحدث عنها بهذا التعبير الشهير الذى اخترعه وأطلقه بل ونقله عنه عدد كبير من خبراء السياحة فى العالم بعد أن انتقل البلتاجى بمصر من دولة صغيرة سياحيا إلى دولة متوسطة سياحيا على المستوى الدولى، واستطاعت السياحة أن تكون المصدر الأول للعملات الصعبة وفرص العمل.
الدكتور البلتاجى كان لديه ثقة فى المقصد السياحى المصرى وفى إمكانية صموده أمام المحن والأزمات والدليل على ذلك أن مصر كانت أول دولة فى منطقة الشرق الأوسط تستعيد كامل تدفقاتها السياحية بعد أحداث11 سبتمبر وتحول عام2002 من عام أزمة إلى عام حصاد ووفرة سياحية.
نحج البلتاجى فى التغلب على أقوى أزمة واجهت السياحة المصرية وهو حادث لبر الغربى بالأقصر عام 1997 ، فجميع العاملين بالقطاع السياحى أكدوا وقتها أن السياحة المصرية لن تعود قبل 5 سنوات، والمتفائلون قالوا بعد 3 سنوات.
ولكن لأن هناك رجلا مثل البلتاجى عادت السياحة إلى مصر لطبيعتها بعد 6 شهور، ولم يكن البلتاجى خبيرا سياحيا وإنما كان رجل دولة يملك كافة الأدوات ويتعامل مع كافة القضايا فى الإطار العام للدولة، وكان يدرك تماما أنه فى محفل دولى هو وزير لجميع الوزارات وكان يمسك بكافة خيوط القضايا الخاصة بالدولة المصرية.
ويقول حمدي زكي المستشار السياحي سابقا في إسبانيا إن ذكري الدكتور ممدوح البلتاجى وزير السياحة الأسبق تذكرنا بشخصية أسطورية لاتنسي بل يعيش بيننا بذكرياته وسيرته العطرة ولقد استمعت بكل الفخر لآراء الكثيرين عنه ومنهم من كانوا يختلفون معه بينما اليوم يقولون إنه لن يتكرر.
رحمه الله وأحسن إليه وغفر له بقدر ما قدم من خدمات جليلة للوطن بل إننا جميعا ندين له وتعلمنا منه الكثير وأكثر ما تميز به هو إدارة الازمات والمصداقية ويستطرد زكي ليقول : اذكر ذات مرة سألني تأخرت ليه في إرسال تقرير الصحافة عن إنجازات المكتب بمدريد قلت له التقرير وتجميع قصاصات الصحف وأشرطة الكاسيت والفيديوهات المسجل عليها اللقاءات ومحاضراتى تجميعها يستدعى وقتا أكثر من الشغل نفسه فإذا به يرد ردا خارج الصندوق أعط وقتك لمزيد من اللقاءات الإعلامية ومش مهم نشوف اللي انت عملته المهم أن العمل يتم دون الحاجة لإثبات أن العمل قد تم خاصة بعد أن علم أننى قد الغيت خدمة إحدى الشركات التى كانت عرضت تجميع قصاصات الصحف وتسجيلات الإذاعة والتلفزيونات مقابل مبلغ شهري واستحسن الوزير فكرة الاعتماد علي النفس وتوفير ماتتقاضاه تلك الشركات في ظل عدد العاملين بالمكتب فردان فقط بينما بمكاتب مقاصد أخري قوامها يربو علي العشرة أفراد
وهذا يذكرنا بسياسة التقشف التى اتبعها . وحين بدأ عمله وزيرا للسياحة عام ١٩٩٣ كان من المقرر تشييد مبنى جديد لهيئة التنشيط والوزارة غير أنه قرر الاستمرار بالمبنى القديم والكائن بميدان العباسية وقرر توفير المبالغ المخصصة للمبنى الجديد وكان نظيف اليد عف اللسان لا يكل من العمل وعندما كنت أخصص أجندة مكتظة بمعرض بورصة فيتور بمدريد ولقاءات هامة كثيرة اشتكى البعض غير أنه ٱثر العمل عن التنزه.