إخلاص عوض يسن
ekhlasawed@gmail.com
في ملحمة بطولية خالدة، استعادت القوات المسلحة السودانية مدينة الرهد أبو دكنة، بعد أن حاولت قوى التمرد جعلها معقلًا للفوضى والدمار. لم يكن هذا الانتصار مجرد استعادة لمدينة، بل كان إعلانًا لانهيار التمرد، وإثباتًا أن السودان عصيّ على الانكسار.
الرهد.. مفتاح السودان الاستراتيجي
تُعد الرهد شريانًا يربط وسط السودان بغربه، ونقطة محورية في شبكة الطرق والإمداد، مما جعلها هدفًا استراتيجيًا للمتمردين. كما أنها مركز زراعي وتجاري حيوي، وموطنٌ للتنوع الثقافي والاجتماعي الذي حاول التمرد تفكيكه دون جدوى.
تحرير الرهد.. انتصار بسواعد الأبطال
بقيادة الفرقة 18 مشاة، وبدعم من متحرك الصياد، والقوات المشتركة، والمستنفرين، والمقاومة الشعبية، نفذت القوات المسلحة عملية تحرير خاطفة، حاصرت العدو وأجهزت عليه. انهارت صفوف المتمردين، وتركوا أسلحتهم وولّوا هاربين، معلنين هزيمتهم أمام إرادة الأحرار.
ضربة قاصمة للتمرد.. ماذا بعد الرهد؟
تحرير الرهد لم يكن مجرد نصر موضعي، بل هدمًا لخطوط التمرد اللوجستية، وعزلًا لمواقعه الأخرى، مما يجعله عاجزًا عن المناورة وإعادة التموضع. إنها بداية النهاية، ودليلٌ على أن سقوط التمرد بات وشيكًا.
الرهد.. أرض التاريخ والمجد والجمال
هذه المدينة، التي عُرفت بمشايخها وعلمائها، وعلى رأسهم الشيخ أبو دكنة، لطالما كانت رمزًا للكرم والتعايش والسلام. تحيط بها السهول الخصبة والغابات البكر، وتشهد أسواقها حركة تجارية نابضة بالحياة، في مشهد يعكس أصالة السودان وعراقته.
النصر.. درب الحرية الممتد
اليوم، تعود الرهد إلى حضن الوطن، تعود البسمة إلى وجوه أهلها، ويعود الأطفال إلى مدارسهم، والتجار إلى أسواقهم. هذا النصر رسالة لكل مدينة ما زالت تحت الاحتلال، أن التحرير قادم لا محالة.
تحيةً للقوات المسلحة، للفرقة 18 مشاة، لمتحرك الصياد، للمجاهدين، والمستنفرين، والمقاومة الشعبية. وكما تحررت الرهد، سينتصر السودان كله، لأن الأرض لا تصمد إلا لأهلها، ولأن الحق أبقى من الباطل.